فضل وقيمة ليلة القدر :
في العشر الأواخر يزيد عتق الله من النار، و توجد ليلة القدر وقد اصطفى الله هذه الليلة من بين كل ليالي العام واصطفى من سيبلغون هذه الليلة وينالون خيرها.
- لماذا سميت بليلة القدر ؟
لعلو وعظم قدرها لأن القرآن أنزل فيها ، و لذلك كل خصائص ومميزات القرآن تتمثل في هذه الليلة من هدى و رحمة و نور و شفاء .. إلخ ولأنه تقدر فيها الأرزاق والآجال للسنة القادمة:
قال تعالى :
(إنا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا منزلين ، فيها يفرق كل أمرٍ حكيم) سورة الدخان
في ليلة القدر تمتليء الأرض بالملائكة
يقول تعالى :
(تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر)
ذكر "تَنّزل" ولم يقل "تَنْزِل" دلالةً على أنهم ينزلون بكثافةٍ كقطرات المطر المنهمرة ، يستغفرون للناس ويدعون لهم ، وينزل معم جبريل لأنها الذكرى السنوية لنزول القرآن إلى الأرض ، فيشرفه الله بالنزول لتفقد القرآن
و يقول تعالى :
(سلامٌ هي حتى مطلع الفجر)
هي سلام من الله بالرحمة ، وسلام من الملائكة بالإستغفار والدعاء لنا ، و سلام للبشرية من الشحناء ، و سلام لأمة محمد بأنه مازال هناك أمل ، و سلام للعصاة بأن الله سيتوب عليهم ، و سلامٌ للمذنبين بأن الله سيرحمهم ، وكأنها ليلة يسالم الله فيها عباده ..
- ثواب و فوائد ليلة القدر :
- العبادة فيها تعادل عبادة 1000 شهر متواصل
يقول تعالى :
(ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر) الألف شهر = حوالي 83 سنة و هي أكبر من متوسط عمر الإنسان ، أي أن العبادة في ليلة القدر كالعبادة في عمرالإنسان كله ..
الركعتين في هذه الليلة كأنك تصليهما طوال 83 سنة ، و الإستغفار في هذه الليلة كأنك تستغفر طوال 83 سنة وهكذا.
- الدعاء فيها مستجاب :
حدد لنفسك دعوات تدعوها في هذه الليلة وتلح عليها ، وأكثر من الدعاء
يقول سفيان الثوري :
(والله الدعاء في هذه الليالي أحب إلي من الصلاة لأني متيقن من أن الله سيستجيب)
- العتق من النار :
كل ليلة من ليالي رمضان فيها عتق لكثيرٍ من العباد ، لكن في ليلة القدر يعتق الله الكثير و الكثير جداً من عباده من النار
- غفران ما تقدم من الذنب :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)- موعد ليلة القدر :ليلة القدر في الليالي الوترية (الفردية) من العشر الأواخر وليس شرطاً أنها ليلة السابع والعشرين ..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(التمسوها في الوتر من العشر الأواخر)
كان رسول الله قد نسى أين ليلة القدر بالضبط ، فاعتكف في العشر الأوائل ، فجاءه جبريل فقال له : إن الذي تبحث عنه لم يأت بعد ، فاعتكف الرسول صلى الله عليه وسلم في العشر الأواسط ، فجاءه جبريل فقال له: إن الذي تبحث عنه لم يأت بعد ، فاعتكف الرسول صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر ، فجاءه جبريل فقال له : قد أدركتها قد أدركتها.
لماذا لم يخبرنا الله بموعد الليلة القدر تحديداً ؟
ستر الله موعد ليلة القدر كي يجتهد الناس طوال العشر الأواخر. بل ان بعض العلماء يقولون أنها ليست ثابتة بل يغيرها الله من السنة للسنة.
- النبي والصحابة في العشر الأواخر :
تقول السيدة عائشة :
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر وطوى فراشه واعتكف)
أي دعا نساءه للصلاة والعبادة وشد المئزر أي مثل الفلاح الذي يربط جلبابه على بطنه استعداداً للعمل، وطوى فراشه أي قلل ساعات نومه من اجل العبادة، واعتكف في المسجد بعيداً عن البيت للتركيز في العبادة.
يقول الصحابة رضوان الله عليهم :
(كنا نغتسل ونتطيب في العشر الأواخر استقبالاً لليلة القدر)
وكان لتميم الداري رضي الله عنه حلة اشتراها بألف درهم لا يلبسها طوال السنة إلا في العشرة الأواخر، يقول : (لعل الله يقبلني بإقبالي عليه)